العار
لأَنَّ حَياةَ المَرءِ، وإِنِ اغْتَنى، لا تَأتيه مِن أًموالهِ
الاثنين 23 أكتوبر 2023: لوقا 12: 13- 17
للفيلسوف الكبير كيركيجارد عبارة شهيرة: “الفرح الحقيقي مجاني” هذه العبارة صادقة تمامًا، فالفرح لا يرتبط بالشروط. مَن يتوقف فرحه على زوال أسباب معينة أو تحقيق شروط معينه، فلا يكون فرحه حقيقًا أبدًا! ستبنى سعادته على تحقيق الشروط أو زوال الأسباب اكثر من كونه فرحًا حقيقًا في حد ذاته. هو يفرح بالشيء الذي حصل عليه أو حققه، والفرح الحقيقي مجاني لأن مصدره فقط الله.
الفرح بالتأكيد ليس مشروطًا بالممتلكات المادية. الوهم الأكبر هو اعتقاد الناس بإنه في حالة تلبية كل احتياجاتك فسوف تكون سعيدًا. لكن هذه خدعة. هل شاهدت فيلم “العار” مثلا؟ هو أفضل الأفلام المصرية من وجهة نظري. بعد وفاة الأب، تاجر العطارة المعروف بالتقوى وفي نفس الوقت تاجر المخدرات، يتمسك الأبناء الثلاثة بإتمام الصفقة المتفق عليها والحصول على المال، فيضيع كل شيء!!
يصدر لك المجتمع، خاصة الإعلانات ووسائل التواصل الاجتماعي، وهم كبير بأنك ستكون أكثر سعادة إذا حصلت على أحدث إصدار من iPhone، أو كانت حفلة زواجك في أكبر الفنادق، بمشاركة المئات، وأنتِ ترتدين فستان سندريلا ومجوهرات لا تقدر بثمن. فكر قليلاً في ربط سعادتك بشيء ما تحصل عليه، أو تحققه ستجد إنك ترهن سعادتك بالحصول على أجمل شقة في ذلك الحي الراقي، وبأحدث موضة، وشراء أخر إصدار، أخر… إلى ما لا نهاية.
الأوهام ليس مادية فقط، ففي الجانب الروحي ما هو أشد قتامة. سأتركك تعدد الأوهام التي ترهن بها سعادتك!!
يحذرنا يسوع بقوله: احذروا الطمع والجشع، أي تجربة للامتلاء بالأشياء أو بالعواطف. لأنك لن تجد الفرح فحسب، بل ستفقد الحياة نفسها. يقول يسوع:«تَبَصَّروا وَٱحذَروا كُلَّ طَمَع، لِأَنَّ حَياةَ ٱلمَرءِ، وَإِنِ ٱغتَنى، لا تَأتيهِ مِن أَموالِهِ»..
«فإنَ التِّينَ لا يُزهِر والكُرومَ لا غِلالَ فيها وحَصيلةَ الزَّيتونِ تَكذِب والحُقولَ لا تخرِجُ طَعاماً. تنقَطِعُ الغَنَمُ مِنَ الحَظيرة ولا يَكونُ بَقَرٌ في الإسطَبْل. أَمَّا أَنا فأَتهَلَّلُ بِالرَّبَّ وأَبتَهِجُ بإِلهِ خَلاصي». (حبقوق 17:3-18).