آخر شياكة
السبت 21 يونيو 2025؛ مت 6: 24- 34
فَٱطلُبوا أَوَّلًا مَلَكوتَهُ وَبِرَّهُ، تُزادوا هَذا كُلَّهُ
“آيه الشياكة ده” عبارة نمدح فيها شخص بسبب أناقته وحُسن اختياره لملابسه وتناسقها. الملابس تُشير إلى ما هو أكثر من المظهر الخارجي، فهي تعبر عن الانتماء للوطن أو الدين، كذلك عن الذوق والمستوى الاجتماعي والثقافي.
يخاطبنا يسوع اليوم قائلا: “لا يُهِمَّكُم لِلعَيشِ ما تَأكُلون، وَلا لِلجَسَدِ ما تَلبَسون”! أحدى الراهبات عبرت يومًا عن سعادتها بعد دخولها للدير “من النهاردة مش هأشغل بالي باللبس ولا الاكسوارات ولا المكياج اللي كان اهتمامي الأول”! هل هذا ما يقصده يسوع؟ بالطبع لا..
هناك أمور جوهرية علينا التفكير فيها والاهتمام بها: قبل أن نفكر في الطعام، يجب أن نشعر بالامتنان والشكر لله على إننا مازلنا أحياء وبصحة جيدة. قبل أن نفكر في الملابس والاكسوارات اللازمة لها، دعونا نفكر في معجزة أجسادنا، ونشكر الله على النَفس وضخات الدم في الشريان والتي تعمل بكل دقة دون تدخل منّا.
هذا معنى أطلبوا أولا ملكوت الله وبره، هناك ما هو جوهري علينا أن نتوقف عنده ونفكر فيه.
بالأمس حصد المزارع بالدير زهرة كبيرة لعابد الشمس وهي ممتلة ببذور “اللب” المتناسقة في دوائر منتظمة، لو فكر إنسان في شغلها يدويا لاحتاج وقتًا طويلاً ولا يمكنه أن يخرجها بتلك الروعة. وقفتُ مُتأملا كثيرًا أمام تلك الزهرة، وتذكرت ما أفكر فيه هذه الأيام، ثم قلت.. “ما أتفه تلك الأمور التي تشغلني“..