تدريبات التأمل 6

التدريب السادس: الدخول إلى العمق

أبدا هذا التدريب بخمس دقائق تتعرف فيها على وضعك الجسدي وتشعر بكل جزء في جسدك. والآن ركز اهتمامك على عملية الشهيق والزفير ودخول الهواء وخروجه ببطء من فتحتي الأنف. لا تفكر في دخول الهواء لصدرك، بل اقتصر على الانتباه لمرحلة دخول الهواء وخروجه من الأنف.

لا تهتم بعملية التنفس، ولا بملء رئتيك من الهواء، لأنه ليس تدريب على تجديد الطاقة من خلال ضبط عملية التنفس، بل تدريب على التركيز وتنمية الوعي. فإذا كانت عملية التنفس غير عميقة، لا تهتم، بل لاحظها فقط. وكل مرة يتشتت فيها ذهنك، عد بسرعة إلى ملاحظة دخول وخروج الهواء من فتحتي الأنف. سيساعدك كثير أن لا يضيع منك دخول وخروج الهواء ولو لمرة واحدة دون أن تلاحظه. استمر في هذا التدريب لمدة تتراوح بين عشرة إلى خمسة عشر دقيقة.

والغالبية من الناس تجد أن هذا التدريب أكثر صعوبة من التدريبين السابقين، بالرغم من أكثرهم فاعلية في أن يحصل الشخص على ذهنا أكثر صفاء وسلام داخلي.

أثناء محاولتك ملاحظة عملية تنفسك احرص على أن لا تشد أعصابك لأن هذا سيؤثر على تركيزك. فإذا وجدت فكرك يذهب بعيدا في بداية التدريب، لا تقلق، بل أستمر في المحاولة والتركيز، وعد مرة بعد مرة إلى نقطة البداية وملاحظة دخول وخروج الهواء من فتحتي أنفك. ومتى زاد تركيزك في ملاحظتك لتلك العملية انتقل إلى مرحلة أخرى وذلك بمتابعة إحساسك بالهواء عند دخوله وخروجه من الأنف. اشعر بملامسة الهواء للجلد الداخلي للأنف، وحاول أن تشعر ببرودة الهواء وهي يحتك بجدار الأنف الداخلي أثناء عملية الشهيق، وسخونته أثناء خروجه في عملية الزفير. من الممكن أن تُدرك كمية الهواء الداخل من الفتحة اليمني للأنف ومتى كانت أكثر من الكمية التي تمر عبر الفتحة اليسري. استمر في هذا التدريب لمدة عشر أو خمسة عشر دقيقة.

تحديد الوقت هو عملية نسبية تختلف من شخص إلى أخر، ولكن المدة المقترحة هي أقل فترة زمنية ممكنة للاستفادة من التدريب. من الممكن الإطالة في هذا التدريب متى الشخص شعر بصفاء ذهني وسلام داخلي يرغب في الاستمرار فيه لأطول وقت ممكن. وبالفعل فأن تدريب التنفس يعطي للقائم به سلام داخلي وراحة نفسية شديدة، وهذا ما نصح به حكماء الشرق الذي قالوا: أفضل صديق لك هو الهواء الداخل لرئتيك. عندما تشعر بقلق واضطراب راقبه ستجد راحة وسلام. مع ملاحظة إنه لا يفضل أن يستغرق الشخص في هذا التدريب أكثر من ساعتين أو ثلاثة لمدة ثلاث أيام متصلة متى لم يكن هناك مرشد روحي يرشده لأنه من الممكن أن يصل به التدريب إلى الدخول في مرحلة اللاوعي بالعالم المادي المحيط به.