إنه عدَني ثقة فأقامني لخدمته

التقدير غير الصحي للذات

0 1٬123

هو شعور الشخص بأنه شخص أقل قيمة من غيره، وهو ينظر إلى كل شيء بمنظار سلبي. وينتج هذا التقدير السلبي للذات من مجموعة المشاعر التي يكونها الإنسان عن ذاته بصورة تراكمية والتي تعبر عن اتجاهات قبوله أو عدم قبوله لذاته، ومدي شعوره بالجدارة والقيمة.

كيفيه تكوين هذه النظرة السلبية للذات:
يبدأ الأطفال تكوين مشاعرهم الأولية لتقدير ذواتهم منذ الأسبوع السادس من حياتهم، وذلك استناداً إلى تقويمهم للكيفية التي يستجيب بها العالم من حولهم لاحتياجاتهم الانفعالية والجسمية، ويتفاوت تقدير الذات لدى الأطفال خلال مراحل نموهم المختلفة، وذلك تبعا للكيفية التي يستجيب بها الأشخاص المهمون في حياتهم لاحتياجاتهم وتبعا لدرجة النجاح التي يحققونها في اجتيازهم كل مرحلة من مراحل النمو، ويبدءا تكوين الاتجاهات لديهم عندما يبدءون بالتعامل مع الآخرين، فعندما تقابل تصرفاتهم باستجابات ايجابية وبتشجيع فإنهم يبدءون بتكوين الشعور بالثقة. أما عندما تقابل مطالبهم بعدم استجابة فيشعرون إنهم اقل أهمية من غيرهم. فشعور الطفل بأنه شخص غير مهم يجعله يفتقر لاحترام الذات ويؤثر على دوافعه و اتجاهاته في الحياة وسلوكه، والكثير من المشكلات الطفولة المبكرة تنجم عن الشعور بانخفاض تقدير الذات، فهذا الشعور الذي يحمله الأطفال نحو أنفسهم بانخفاض هذا التقدير، هو احد محددات السلوك البالغة الأهمية.

وفي فترة المراهقة يعيد المراهق تقدي ذاته ويستخدم كل خبراته الماضية وما تعلمه من أبويه ومعلميه وأصحابه ومجتمعه بشكل عام. وتجتمع هذه العوامل كلها لتؤثر على ثلاث نواحٍ وظيفية في تقدير الشاب لنفسه:

ناحية المظهر: ما يميز فترة المراهقة هي فترة الاهتمام بالمظهر، فغالبا ما يكون الشباب قلقين جدا على مظهرهم: فهم يقلقون على شعرهم ولون بشرتهم، وملابسهم ووزنهم. ويأخذ أي عيب أو نقص مهما كان صغيراً أهمية كبيرة عند المراهق. ويحتمل أن يحتفظ المراهق في ذاكرته إلى الأبد بأي انتقاد لمظهره، ويكون له دور في نظرته إلى نفسه وتصوره لها. وعندما يشعر إنه مختلف عن الآخرين، يشعر إنه أقبح، أو أقصر، أو أطول، فقد يطور الشخص شعوره بالاختلاف إلى شعوراً بالغضب نحو نفسه والآخرين، خاصة إذا كان هذا الاختلاف مصدرا للتعليقات القاسية من الآخرين.

ناحية الأداء: يتشكل تقدير المراهق لنفسه أيضا بكيفية نظرته ونظرة الآخرين إلى ذكائه وقدراته ومهاراته. فاللوم المستمر عن طريق تكرار كلمة “أنت فاشل” أو “أنت غبي”، تؤدي إلى أن يكون الشخص صورة سلبية عن ذاته، وغالبا ما يصدق الآخرين وانتقاداتهم ويتصرف بناء على هذه الصورة.

أسباب التقدير الغير صحي للذات:

الإيذاء:
هناك علاقة مباشرة بين إساءة معاملة الطفل والتقدير المتدني للذات. فالإيذاء البدني والعقاب الشديد يجعل الطفل يشعر إن غير مهم وليس ذو قيمة، مما يفقده الشعور بالثقة بالنفس. فالعقاب الشديد يجعل علاقة المربي بالطفل تفتقر إلى التفاعل والاحترام المتبادل، فيدرك الطفل بأنه غير جدير بالاعتبار. كذلك التعليقات الساخرة من الوالدين والمعلمين، خاصة تلك الإجراءات التي بها تعمد إحراج الطفل، مثل إطلاق ألقاب يتعمد فيها المقربون الاستهزاء به والسخرية منه. الرفض الأبوي:

أن الإحساس بالرفض الأبوي يرتبط ارتباطا أصيلا بالصورة المتدنية التي يكونها الشخص عن نفسه. فإهمال الوالدين، أو رفضهم للطفل في الصغر، أو الانتقاد المفرط يؤدي بالشخص بأن يشعر بصغر كيانه وعدم الجدارة.

التفكير الخاطئ:
أن التوقعات العالية لدي الطفل والاتجاه نحو الكمال الزائد يؤدي به إلى افتراضات خاطئة وتصورات سلبية تجعله ينظر إلى نفسه بصورة متدنية. فالتوقعات عالية المطلوبة منه فيشعر بأن غير قادر على تلبية توقعات المحيطين، وهذا الشعور يؤدي إلى استسلامه وشعوره بالعجز وعدم الكفاءة. وتلك الأفكار مثل هناك مستوى معين يجب أن أحققه لكي أشعر بالرضا عن نفسي! حالتي ميئوس منها! يجب أنال رضى أشخاص بعينهم لكي أحس بالرضا عن نفسي!

عواقب التقدير الغير صحي للذات:
النظر التشاؤمية للحياة.
الافتقار للثقة بالمهارات الاجتماعية.
الحساسية المفرطة لآراء الآخرين.
النظرة إلى الآخرين بصفتهم منافسين يجب أن يهزموا، لا كأصحاب يمكن أن يتمتعوا بصداقتهم.
النضال من أن يصبحوا شيئا هاماً، أو شخصا هاماً، بدلا من الاسترخاء، والاستمتاع بهويتهم وحياتهم.
الخوف من الله، أو الاعتقاد أنه غير مهتم بهم، أو غاضب منهم.
إعادة المراجعة الذهنية للمحادثات والتساؤل عن معني حديث الشخص الآخر.
للجوء إلى الدفاع عن النفس في السلوك والمحادثات.
نظرة الاستعداد للمشاجرة أو القتال.
استخدام الغضب كدفاع من أجل تفادي الأذى.
الميل إلى تطوير علاقات (صداقة) تتسم بالتمسك أو التشبث بالآخر.
عدم القدرة على تقبل المديح.
العادات والسلوكيات التي تهزم الذات.
عادة السماح لآخرين بهجرهم أو التخلي عنهم (أثناء الحاجة الماسة إليهم).
الخوف من أن يكونوا وحدهم.
الخوف من العلاقات الحميمة لأنها تؤدي إلى الرفض، أو إلى علاقة تفتقر إلى الدفء.
الصعوبة في تصديق محبة الله أو قبولها أو محبة شخص آخر.
الاعتماد على الممتلكات المادية للإحساس بالأمان.
العجز عن التعبير عن المشاعر.
عادة استخدام الألقاب السلبية في الإشارة إلى أنفسهم.
توقع حدوث أسوأ التطورات، وجعل ذلك همّا. الميل إلى إتباع المجموعة وتجنب السلوك المستقل.
إتباع الخيارات والأساليب الصارمة والناموسية والطقسية في العبادة.
وضع المسئولية إلى الآخرين فيما يتعلق بالأوضاع أو المشاعر غير المرغوبة أو السلبية.
النظر إلى العالم على إنه معادٍ ومستبد.
الضمير المفرط في الحساسية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد